قلت: قوله (هذا لحن) لا يلتفت إليه إذ كان تشنيعا. واعتلاله بأنك لو أظهرت هذه الهاء لكان الكلام بها محالا من أطرف الكلام؛ لأنه لم يبين م أين صار محالا، وقد أجاز سيبويه: مررت برجل حسن وجه، أفتراه إذا قال: مررت برجل حسن وجهه، فأظهر الهاء يكون الكلام محالا؟! وأنشد سيبويه:
لاحق بطن بقرا سمين
وقوله: إنهم قالوا: لا يجوز: مررت برجل (١٢٨/ب] أحسن وجه أبيه، لأنك لا تضيفه إلى نفسه) فجاء بما لا يشبه ما جرى، وحكى أنه لا تجوز، واعتل في امتناعها بأنه لا يجوز أن تضيف الشيء إلى نفسه، وهذه علة من لا يدري ما معنى إضافة الشيء إلى نفسه. ويبين ذلك أنا إنما أضفنا أحسن إلى الوجه، وأضفنا الوجه إلى الأب، وأضفنا الأب إلى الهاء، والهاء عائدة إلى الرجل؛ فما الذي أضفناه إلى نفسه؟!
والمسألة التي جاء بها وقال:(لا تجوز) جائزة، على مذهب