يعني:(أشدُّ الناس كفرا)، فاجتراء على كتاب الله عز وجل، وكلام فيه بغير علم. وكيف يجوز أن يحذف من المسألة مالا يعرف ويكون معنى كلامه إنه أسهل الناس كلهم خد غلام أشدهم سواد طرة؛ وقد يحتمل أن يراد به وجه بعض الناس فلا يدرى ما حذف، ولا يجوز أن يحذف مالا يعرف.
وأيضا فإنه قد شبه المسألة بقوله: مررت برجل أحسن وجه أبيه فهي على هذا مضافة إلى معرفة فكيف يجوز أن يشبه ما هو مضاف إلى معرفة بما هو مضاف على البيان، والمبين لا يكون إلا نكرة؟.
قال:[١٢٩/آ] هذا الذي ألزمتنيه في حذف (الناس) يلزمك في الآية مثله. وأما قولك: إن هذا لا يشبه الآية من قبل أن البيان في الآية أتى غير مضاف، والبيان في مسألتنا أتى مضافا، فسواء علينا أضفنا البيان إلى نكرة أو لم نضفه؛ لأنه لا يتعرف بالنكرة، فكأنه لم يضف لأنه على كل حال نكرة.
قلت: أما قوله: (هذا الذي ألزمتنيه في حذف الناس يلزمك مثله في الآية) فكيف يلزمني في الآية مثله، وأنا أقول: إن الآية لا