تشبه من المسألة شيئا؟. وإنما ألزمناه أن لا يحذف إلا ما يعرف. ألا ترى أنه لا يجوز (زيدا)، وأنت تريد: ضربت زيدا؟ لأن المعنى لا يعرف، وإنما يحذف ما عرف، فكيف يجوز أن يحذف شيء تقع في موضعه أشياء؟ لأنك تقول: أشد الناس، وأشد أصحابه؛ فصار بمنزلة قولك: زيدا، وأنت تريد: ضربت زيدا؛ لأنه لا يعلم ما أضمرت.
قال: هذا كلام مستغنى عن جميعه؛ فالإلزام فيه خطأ. وذلك أن الحذف من المسألة والآية واحد لا فرق، ولم يرنا الفرق، وإنما قال: الحذف إذا لم يكن دليل فهو خطأ، وهذا- لعمري- كلام صحيح غير أنه ليس بمقابل لمسألتنا، ولا فيه دليل على الفرق بين الآية والمسألة.
فأما قوله: إنك إذا قلت: مررت برجل أسهل خد غلام فإنه قد يمكن أن يكون الحذف ههنا لأشياء، كقولك:(أسهل الناس)، وغير ذلك، فهذا سبيل الآية؛ لأنه قد يمكن أن يكون: الأعراب أشد الناس وأشد الأقوام.
قلت: قد تقدم قولنا: إن الآية لا تشبه من المسألة شيئا،