للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الإلزام الذي ألزمنيه من أنه قد يكون التقدير في الآية: (أشد الناس، أو أشد الأقوام) إلزام يدعيه علي ولم أقله؛ لأني لم أقل [١٢٩/ب]: المحذوف الناس، فيلزمني هذا. وليس من لم يدر معنى يجب أن يشبهها بشيء من الكلام. والذي يوجب معنى الآية- والله أعلم- أن يكون المعنى: الأعراب أشد كفرا من غيرهم، ثم حذف، كما قال عز وجل: {وهو أهون عليه}، ومثل قولنا: الله أكبر، أي: من كل شيء؛ هذا قول أكثر أهل اللغة. فكذا قوله: {الأعراب أشد كفرا} حذف منه كما حذف مما ذكرنا.

قال: أما قوله: (الأعراب أشد كفرا من غيرهم) فإنها إذا حذفت منها الناس ففيها هذا المعنى بعينه، وليس هذا مما ينقذك من اللحن الذي لحنته في المسألة، ولا بمبطل أن يكون أيضا قد أضمر الناس في هذا الموضع.

قلت: قوله: (إذا حذفنا الناس ففيها هذا المعنى بعينه) تقول؛ لأنا قد بينا أنه لا يجوز أن يحذف إلا ما يعرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>