بالقداح من بقي حتى تخرج قداحهم موافقة لأجزاء الجزور. فإن كانت أجزاء اللحم موافقة لأجزاء القداح لم يحتاجوا إلى نحر شيء؛ فإن أعاد من فاز قدحه مرة ثانية فخاب غرم من ثمن الجزور التي خاب قدحه فيها، على هذا الحساب.
فإن فضل من أجزاء اللحم شيء وقد خرجت القداح كلها كانت تلك الأجزاء الفاضلة لأهل الوبد من العشيرة، وهم أهل الضعف وسوء الحال، وشدة العيش. ويقال: رجل وبد، أي: سيء الحال، ويستوي في الوصف به الواحد والجمع، كما تقول: رجل عدل؛ ويجمع أيضا على أوباد، كما يقال: عدول؛ ومنه قوله:
لأصبح الحي أوبادا ولم يجدوا .... عند التفرق في الهيجا جمالين