قيام زيد. وكذلك (إذ) تقول: أتيته إذ قام، ولا تقول: أتيته إذ قيامه. وكذلك (لما)، تقول: أكرمته لما قام، ولا تقول: أكرمته لما قيامه؛ لأن هذه الظروف لا تضاف إلى مفرد، ولا تستعمل إلا مضافة إلى الجمل.
وأما قولك: إنه لابد من تقدير حذف مضاف قبل (إذا) وهو (بعد) ليصح المعنى ويسلم من الإحالة؛ فهو قول بين الفساد لا محالة. وذلك أن المتقرر عند جميع النحويين أنه لا يصح أن يصاف إلى (إذا) ولا إلى (لما)، وذلك لتوغلهما في البناء، وقلة تمكنهما. ولا يجوز، على هذا، أن تقول أكرمتك بعد إذا أكرمتني، ولا: قبل إذا أكرمتني، ولا: بعد لما أكرمتني، ولا نحو ذلك من ظروف الزمان ولا غيرها؛ ولم يسمع من ذلك شيء إلا في (إذ) والمعنى، في الآية، يصح على غير هذا التقدير إذ في مفهوم الخطاب من قوله جل وعلا:{وكنتم ترابا وعظاما} أن الإخراج ليس هو وقت الموت، وإنما هو بعد زمان