للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متراخ يقتضي الاستحالة من اللحمية والدموية إلى الترابية، ثم الإخراج بعد ذلك. و (إذا) وإن كانت بمعنى الوقت فليس يلزم أن يكون وقوع الفعل في أول ذلك الوقت دون آخره؛ مثال ذلك قولهم: إذا جاء زيد أحسنت إليه، ومعلوم، من جهة المعنى، أن الإحسان لم يكن في أول المجيء، إنما كان بعده وتقدير الإعراب يوجب أن وقت المجيء وقت الإحسان؛ لأن (إذا) ظرف، والعامل فيه أحسنت، فيصير التقدير: أحسنت إليه وقت مجيئه، وليس الأمر كذلك.

وسبب ذلك أنه لما تقارب الزمانان، وتجاور الحالان صارا كأنهما وقعا في زمان واحد، وإن كان لابد أن تقدر أن زمان الإحسان بعد زمان المجيء، إذ الإحسان مسبب عن المجيء، والسبب يتقدم المسبب. ويكون تقدير الآية على هذا: أيعدكم أنكم مخرجون آخر وقت موتكم وكونكم ترابا وعظاما؟.

ثم [١٦٣/آ] قلت بعد هذا: (فأما فائدة تكرير (أن)، فإن العرب تكرر الشيء في الاستفهام استبعادا، كما يقول الرجل لمخاطبه إذا كان يستبعد منه أن يجاهد: أنت تجاهد أنت

<<  <  ج: ص:  >  >>