للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يضحك. وفي كتاب الله سبحانه: (يغشى طائفةً منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم) , فالطائفة الثانية مبتدأ و «قد أهمتهم أنفسهم» الخبر, والجملة في موقع نصب على الحال, والواو واو الحال. وسيبويه رحمه الله يقدرها بإذ, ليعلمك أن الحال معمولة لما قبلها, كما أن «إذ» ظرف معمول لما قبله. فاعرفه فإنها نكتة [حسنة]. وجملته أن الحال تكون بالمفرد وبالجملة. فإذا [٤١] كانت / بالمفرد كانت منصوبة. وإذا كانت بالجملة كان الإعراب مقدرًا بالنصب. كما أن خبر الابتداء يكون مفردًا ويكون جملة, وكما أن صفات النكرات تكون مفردة وتكون جملة. لكن الواو لا تكون في الصفات, ولا تكون في خبر المبتدأ. وإنما تكون في الحال رابطة, وخاصة إذا عدم العائد, مثل: جاء زيد والناس يصلون, لم يجز, لأنه لا رابطة, ولا عائد, ولا ما يقوم مقام العائد. فاعرف ذلك, فإن تحته كثيرًا من الفوائد.

و«إن» الخفيفة في أحد أقسامها, ومثالها: إن زيد لقائم. فهذه المخففة من الشديدة, ولما خففت بطل عملها, ولما بطل عملها ارتفع ما بعدها بالابتداء [والخبر] , ودخلت اللام للفرق بينها وبين النافية. قال الله سبحانه (إن كل نفس لما عليها حافظ) , (وإن كل لما جميع لدينا محضرون). فـ «إن» حرف ابتداء, لابتداء الكلام بعدها, واللام دخلت للفرق المذكور. لأن «إن»

<<  <  ج: ص:  >  >>