للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمبتدأ وخبره أخوان, ومثالهما: الله ربنا, ومحمد نبينا, وإنما كانا أخوين لأن كل واحد منهما هو الآخر [في المعنى] , وعاملهما معنوى. والفاعل واسم ما لم يسم فاعله أخوان, لأن الاسم في كل واحد منها يرتفع باسناد الفعل إليه, المقدم عليه, مثل: ضرب زيد عمرًا, وضرب عمرو. فضرب فعل ماض, وزيد مرفوع بإسناد الفعل إليه, وكذلك ضرب عمرو. واسم كان مع أخواتها وخبر إن مع أخواتها أخوان, لأن المنصوب في كل واحد منهما هو المرفوع [في الآخر] إذا قلت: كان زيد قائمًا, وإن زيدًا قائم, ونحوه. وإنما كان هذان الضربان مشبهين بالفاعل الحقيقي لأن «كان وأخواتها» ليست بأفعال حقيقية, وإنما هي أفعال موضوعة للزمان مجردة من معنى الحدث.

و«إن وأخواتها» حروف فلذلك كان مرفوعها مشبهًا بغيره لا حقيقيًا في نفسه. فقد صار الرفع الحقيقي للأربعة الأول, أعني المبتدأ, والخبر, والفاعل, واسم ما لم يسم فاعله.

والأصل من هذه الأربعة إنما هو المبتدأ والفاعل, لأن الخبر محمول على المبتدأ, واسم ما لم يسم فاعله قام مقام الفاعل. فقد صار أصل الرفع لشيئين, المبتدأ وما حمل عليه, والفاعل وما أقيم مقامه. فوجب حينئذ معرفة الفرق بين

<<  <  ج: ص:  >  >>