للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حركة إتباع لا حركة بناء». فإن حركة البناء ما لزمت طريقة واحدة ولم تفارق, وهذه يجوز فيها الضم على الاتباع, والفتح على التخفيف, والكسر على أصل التقاء الساكنين. مثل شد وشد وشد. فلذلك سميت في حال الضم ضمة إتباع. وليس في الأفعال شيء بني على الضم بناء لازمًا, وإنما جاء الضم لازمًا في الأسماء وفي حرف واحد وهو «منذ» في من جر بها. والأسماء [مثل]: قيل وبعد إذا قطعا عن الإضافة, كقوله سبحانه (لله الأمر من قبل ومن بعد). أصله لله الأمر من قبل الأشياء ومن بعد الأشياء, فقطع قبل وبعد عن [هذه] الإضافة, وضمنا معناها فأشبها الحرف فبنينا بناء الحرف, وأعطيا الحركة لأن لهما أصلًا في التمكن, وخصا بالضمة لأنها حركة لا تكون للظرف إعرابًا فلم تلتبس بحركة الإعراب.

وأما الضمة في المنادي مثل: يا زيد ويا رجل, فإنها ضمة بناء تشبه حركة الإعراب. فكونها حركة بناء لوقوعها موقع حروف للخطاب من جهة لزومها لكل اسم مفرد علم أو منزل منزلته. فكون ذلك مطردًا اطرادًا شائعًا أشبه [٤٩] الفاعل في اطراده في بابه /, فأشبهت لذلك حركة الإعراب. ولذلك جاز

<<  <  ج: ص:  >  >>