أن يحمل النعت على لفظها [وأن يحمل على موضعها] , بخلاف غيرها من حركات البناء الموغلة في البناء, ألا تراك تقول: يا زيد العاقل, بالرفع - إن شئت - حملًا على اللفظ, والعاقل, بالنصب, حملًا على الموضع. ولا يجوز مثل هذا في «يا هؤلاء الظرفاء» , بالجر حملًا على كسرة الهمزة من «هؤلاء» , لأن هذه حركة لا تشبه حركات الإعراب. فاعرف الفرق بين حركة الإعراب الخالصة وبين حركة البناء الخالصة, وبين حركة البناء المشبهة بحركة الإعراب وبين حركة الإعراب المشبهة بحركة البناء. فالأول: زيد, والرجل, وأحمد, والمسلمات ونحوه. كل هذه حركات إعراب خالصة, يحمل التابع على لفظها, ويعطى أحكام الإعراب الصحيح الخالص. والثاني مثل: هؤلاء, وأمس, ونزال, وتراك, وأحد عشر إلى تسعة عشر, ونحوهن. وقبل, وبعد, ونحن, وفعلت وصنعت. كل هذه حركات بناء خالصة لا يجوز حمل التابع على لفظها. والثالث مثل حركة المنادى المضموم, من نحو: يا زيد, ويا عمرو, ويا رجل. فهذه حركة بناء تشبه حركة الإعراب, فلذلك جاز حمل النعت بالمفرد على لفظها, مثل: يا زيد العاقل. والرابع مثل فتحة ما لا ينصرف في حال الجر, وكسرة [التاء مع] جمع المؤنث في حال النصب, من قولك: مررت بأحمد, فهذه حركة إعراب تشبه حركة البناء, ولأجل هذا لم يحمل النعت على لفظها, لا تقول: مررت بأحمد الظريف, حملًا على الفتحة, وإنما تجر فتقول:[مررت] بأحمد الظريف. وكذلك: