مبتدأ, و «الحق» الخبر. ومعلوم أن الحق مصدق, فلم تفد هذه الحال إلا التأكيد لأنها لا تنتقل, والعامل فيها معنى الجملة التي دل عليها «هو الحق» , فلم يجز تقديمها على «الحق» , ولا على ما قبله, لأن العامل معنى فلم يتقدم معموله عليه فاعرف ذلك.
«وشرطه أن يكون نكرةً, مشتقةً, تأتي بعد معرفة, قد تم الكلام / [٥٤] دونها, مقدرةً بفي, منتقلة». فالعلة في كونها نكرة أنها فضلة في الخبر, وأصل الخبر أن يكون نكرة وكذلك يجب في فضلته. ولأنها مشبهة للتمييز في البيان فوجب أن تكون نكرة كالتمييز.
فإن قيل: فما تصنع بقولهم: رجع عوده على بدئه, وطلبته طاقتك وجهدك ودخلوا الأول فالأول, ونحوه, وهذه أحوال كلها معارف؟ قيل: ليست بأحوال على الحقيقة وإنما هي معمولة للأحوال, والتقدير: رجع يعود عوده, أي عائدًا عوده. وطلبته تجتهد جهدك, أي مجتهدًا جهدك. ودخلوا الأول فالأول, أي دخلوا متفرقين الأول فالأول. فحذفت هذه الأحوال وأقيمت معمولاتها مقامها. فالحال باقية على تنكيرها.
والعلة في كونها مشتقة كما ذكر أنها صفة في المعنى, وأصل الصفات أن