فإن قيل: فما تصنع بقوله سبحانه (هذه ناقة الله لكم آية) فآية حال وليست بمشتقة؟ . قيل: هي في معنى المشتق لأن الآية العلامة, والعلامة اسم واقع موقع المصدر, والمصدر مشتق, فهو يعود إلى الاشتقاق.
والعلة في كونها تأتي بعد المعرفة أنها فضلة في الخبر, وأصل الخبر أن يكون بعد المعرفة.
فإن قيل: فما تصنع بقوله عز وجل (فيها يفرق كل أمرٍ حكيم. أمرًا من عندنا) فهذه حال من نكرة لأنها حال من «كل أمر»؟ . قيل: صاحب الحال وإن كان نكرة فقد وصف, والصفة تقرب النكرة من المعرفة, فجاز لذلك.
والعلة في مجيئها بعد تمام الكلام أنها زائدة في الخبر, فينبغي أن تكون لا تأتي زائدة إلا بعد شيء قد تم.
فإن قيل:«فما تصنع بقولهم: ضربي زيدًا قائمًا, ونحوه من الأحوال التي جاءت ولم يتمم الكلام على ما قبلها؟ . قيل: هذا وشبهه مقدر بالتمام لأن «ضربي زيدًا» في معنى «ضربت زيدًا» , أو في معنى «ضربي زيدًا إذا كان قائمًا». فحذف الخبر وسد الحال مسد الخبر.
والعلة في كونها مقدرة بفي أنها مشبهة بالظرف, فقدرت بفي كما تقدر