من ظروف الأمكنة المستقرة. فإن كان مثل «عند» لم يجز إقامته مقام الفاعل لكونه غير متمكن.
ومثال المصدر المخصص سير سير شديد, ومر مرور حسن, وجير جور عظيم.
فإن اجتمعت هذه المسائل الأربع في مسألة واحدة مثل: سير بزيد يومين فرسخين سيرًا شديدًا, كنت مخيرًا أيها شئت أقمته مقام الفاعل وتركت الباقي منصوبًا على حاله. فإن أقمت «بزيد» قلت: سير بزيد فرسخين يومين سيرًا شديدًا, فالجار والمجرور في موضع رفع قائمًا مقام الفاعل, و «يومين» منصوب نصب ظرف الزمان, و «فرسخين» منصوب نصب ظرف المكان, و «سيرًا شديدًا» منصوب نصب المصدر. فلك أن تأتي بها كلها بعد «سير» , ولك أن تأتي بها كلها قبل «سير». فأما الذي أقمته مقام الفاعل فليس لك أن تقدمه على «سير». فإن أقمت «اليومين» مقام الفاعل رفعتهما بالألف ونصبت ما سواهما. وإن أقمت «الفرسخين» مقام الفاعل رفعتهما بالألف ونصبت ما سواهما. وإن أقمت «سيرًا شديدًا» مقام الفاعل رفعتهما ونصبت ما سواهما. فهذه أربعة أوجه. فإن قلت: سيرت زيدًا, فعديته بالتضعيف ونصبت زيدًا, فليس إلا وجه واحد وهو إقامة زيد دون اليومين والفرسخين والمصدر لأنه مفعول به صريح, ولا يقام مع المفعول به الصريح الذي قد تعدى الفعل إليه بنفسه غيره. فأما قراءة من قرأ (ويخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورا) فالذي قام مقام الفاعل المفعول