به لا مصدر ولا مفعول بحرف جر, والتقدير: ويخرج له عمله يوم القيامة مكتوبًا, فكتابًا ينتصب على الحال الواقعة موقع «مكتوب» , فلذلك لا يجوز أن تقام الحال مقام الفاعل.
فإن قيل: فأين المفعول الذي أقيم مقام الفاعل فيمن قرأ (ونخرج) مذكور؟ قيل: قد كان محذوفًا في قراءة الجماعة (ونخرج له يوم القيامة كتابًا) , أي: نخرج له عمله مكتوبًا, لأن المفعول فضله, والفضلات تحذف فالذي أقيم مقام الفاعل فيمن قرأ (ويخرج) هو ذلك المفعول الذي كان منصوبًا محذوفًا.
وأما قراءة من قرأ (ليجزى قومًا بما كانوا يكسبون) فإنها مشكلة جدًا, لأنه أقام المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول به وهو القوم. والتقدير ليجزى الجزاء قومًا. وقد جاء في الشعر من هذا قول القائل:
فلو ولدت قفيرة حرو كلبٍ ... لسب بذلك الجرو الكلابا
أي لسب السب. وحقه أن يرفع «الكلاب» , ولكنه قد حمل «الكلاب»[٧٣] على أنه منصوب بـ «ولدت» , ويكون «جرو كلب» نداء, كأنه قال: ولو ولدت قفيرة الكلاب يا جرو كلب لسب السب بذلك الجرو. وليس من الأصل المقدم لأنه لا يقام مع وجود المفعول به الصريح مصدر ولا غيره.