وقع بعدهما معرفتان كانت المعرفتان مرفوعتين, وكانت المعرفة الأولى باللام التي للجنس, أو بالمضاف إلى ذلك, مثل: نعم العبد عبد الله, وبئس الغلام فلان. وإن كان أحدهما نكرة والآخر معرفة نصبت النكرة ورفعت المعرفة مثل: نعم عبدًا عبد الله, وبئس غلامًا غلام فلان. فإن كان فاعلهما مؤنثًا جاز تذكير الفعل وتأنيثه خلافًا للأفعال مثل: نعمت الجارية جاريتك, ونعم الجارية جاريتك. وفي كل واحد منها أربغ لغات: نعم ونعم ونعم ونعم.
وحبذا ترتفع بعدها المعرفة وتنتصب النكرة على التمييز إن كانت جنسًا, أو على الحال إن كانت مشتقة مثل: حبذا رجلًا زيد, وحبذا قائمًا زيد. وكذلك المؤنث: حبذا امرأة هند, وحبذا قائمة هند.
ولا تعمل هذه الأفعال الستة في مصدر ولا ظرف ولا جميع ما ذكرناه لعدم تصرفها في نفسها فلم تتصرف في معمولها. ولا يتقدم معمولها عليها».
قال الشيخ رحمه الله: وجملة الأمر أن هذا الفصل هو آخر العوامل اللفظية من الأفعال لأنه لما ذكرنا الأفعال المتصرفة العاملة/ ذكرنا الأفعال التي هي غير متصرفة. وهي مع كونها غير متصرفة عاملة فيها دخلت عليها على ما ما يأتي بيانه [إن شاء الله تعالى]. وإنما منعت هذه الستة وما كان في معناها من التصرف لأنها جعلت أنفس المعاني, لأن ما عداها من الأفعال المتصرفة ليست بأنفس المعاني, وإنما هي دلائل عليها والعمل لغيرها. وهذه هي نفس العمل. لأنك إذا قلت في التعجب ما أحسن زيدًا, فهذا هو نفس التعجب, وهو نفس العمل الذي يقصد بالتعجب بخلاف قولك تعجبت من زيد, لأن هذا إخبار عن وقوع التعجب