منك, وليس هو نفس التعجب. وكذلك: نعم الرجل زيد, هو نفس المدح. وكذلك: بئس الرجل عمرو, هو نفس الذم. وكذلك: حبذا زيد, هو نفس المدح المقرب من القلب. وكذلك: عسى زيد أن يفعل, هو نفس الطمع والرجاء. وكذلك: ليس زيد قائمًا, هو نفس نفي الحال المشبهة بما.
فلما كانت هذه الأفعال بهذه القضية سلبت التصرف إيذانا بهذا المعنى, ولما سلبت التصرف ألزمت أحكامًا مخصوصة يجب حفظها حتى تؤدى على القضية التي تجب لها.
فأما فعل التعجب فله صيغتان تقيس عليهما. إحداهما «ما أفعل» , والأخرى «أفعل به» , فإذا قلت في «ما أفعل»: ما أحسن زيدًا, فـ «ما» اسم تام بمعنى شيء, غير موصول, تقديره «شيء» , وهو عند سيبويه في موضع رفع بالابتداء والعامل فيه الابتداء. و «أحسن زيدًا» جملة من فعل وفاعل ومفعول. فالفعل «أحسن» , وهو غير متصرف أبدًا بمستقبل ولا غيره. والفاعل مضمر لا يظهر في واحد ولا تثنية ولا جمع, ولا مع تذكير ولا مع تأنيث, ولا في حال من الأحوال. لأن التعجب باب إبهام, وهو يكون لما خفي سببه وخرج عن نظائره. فكلما أبهم ما يتعلق به كان أدل على معناه, وأفخم لشأنه. ولذلك استعمل فيه