للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الفن أولع به الأدباء إذ يروي اليازجي:

إن رجلاً سأل عن قول المتنبي:

قد شرف الله أرضا أنت ساكنها ... وشرف الناس إذ سوّاك إنساناً

فقال: لماذا لم يقل خلاك بدل سواك؟ فأجابه ابن جني: إن قوله: (خلاك) لا يعطي النصّ بلاغته التي أعطته إياها (الصيغة القرآنية) سواك التي جاءت في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} ((١)) ((٢))

وقد أكثر الدكتور فاضل السامرائي من ذكر النصوص المشابهة ((٣))

إن سورة القصص في ألفاظها ومعانيها تحتوي على ما يمس القلوب والأرواح في المعاني المنطبعة في النفس الإنسانية عند قراءتها لأسباب تتعلق بذاتية الألفاظ وفق خمسة عوامل.

أولاً ـ الجرس اللفظي.

ثانياً ـ بنية الكلمة.

ثالثاً ـ موقع الكلمة.

رابعاً ـ سياق الكلمة.

خامساً ـ مقارنة الألفاظ بمرادفاتها.

ونحن سنحاول ان ندرس المرادفات البديلة التي تبرز إعجاز الألفاظ الأصلية.

إن الأسلوب الذي أنزلت به هذه السورة في مكة المكرمة يحمل كلّ سمات الأسلوب المكي (المختلف في دلالاته عن سمات الأسلوب المدني) ، وبذلك فإن الصورة العامة لسورة القصص تتميز بأن بناءها في إطاره العام خال من الجمل التي توجه المعنى نحو الدلالة الفقهية ـ الشرعية. بل إن جمله توجه المعنى نحو الدلالة التوحيدية التي تزرع العقيدة الصحيحة المستندة إلى نفي الشريك عن الله، والداعية إلى عبادة الله وحده. والتي تسلي رَسُول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ. وتشد من أزره وأصحابه لمواجهة ظلم قريش.


(١) سُوْرَة الانْفِطَارِ: الآية ٧.
(٢) العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب. تحقيق: إِبْرَاهِيمُ اليازجي. الطبعة الثانية. دار العلم. بيروت. ١٩٧٨ م: ٢ /٦٢٢.
(٣) التعبير القرآني: ص ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>