للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجاز العقلي في قوله تعالى: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} والمعنى هذا ليكون لهم حزناً، والإسناد مجاز عقلي لأنه سبب الحزن وليس هو حزناً ((١)) .

وهنالك إشارة بلاغية أشار إليها أبو حيان في قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} ، وهي أنه أضيف الجند وفيما قبل إلى فرعون وهامان، وإن كان هامان لا جنود له، لأن أمر الجنود لا يستقيم إلا بالملك والوزير، إذ بالوزير تحصل الأموال، وبالملك وقهره يتوصل إلى تحصيلها، ولا يكون قوام الجند إلا بالأموال ((٢)) .

ذكر الآلوسي " إن امرأة فرعون قالت: {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} ، وعدلت عن قولها (لنا) لتفخيم شأن القرّة وقدمت نفسها عليه لما تعلم من مزيد حب فرعون إياها، وأن مصلحتها أهم عنده من مصلحة نفسه، فيكون ذلك أبلغ في ترغيبه بترك قتلة " ((٣)) . وفيه استعارة، فإن قرة العين بردها واستقرارها، فجعل استعارة عن الولد.

المجاز بليغ الخطاب في {لاَ تَقْتُلُوهُ} قيل لفرعون. وإسناد الفعل إليه مجازي لأنه الآمر. والجمع للتعظيم. قال أبو علي الفارسي: من سنن العرب مخاطبة الواحد بلفظ الجمع، فيقال للرجل العظيم: انظروا في أمري. وهو مجاز بليغ ((٤)) . وقال الطباطبائي في الميزان: إنما خاطب بالجمع لأن شركاء العقل كانوا كثيرين من مسبب ومباشر، وآمر ومأمور ((٥)) .

المعنى العام

١. {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ}

لقد اختلف المفسرون في المقصود بآل فرعون:


(١) ينظر التحرير والتنوير: ٢٠ /٧٦.
(٢) البَحْر المُحِيْط: ٧ /١٠٦.
(٣) روح المعاني: ٢٠ /٤٨.
(٤) ينظر روح المعاني: ٢٠ /٤٨.
(٥) ينظر الميزان: ١٦/ ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>