للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الراغب الأصفهاني: " العِلْمُ إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان: أحدهما إدراك الشيء. والثاني الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفي عنه. والعلم من وجه ضربان: نظري وعملي، فالنظري ما إذا عُلِمَ فقد كَمَلَ نحو: العِلْم بِمُوجُودَات العالم، والعملي مالا يتم إلا بأن يعمل كالعِلْم بالعبادات، ومن وجه آخر عقلي وسمعي " ((١)) .

المعنى العام

١. {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} .

قد اختلف العلماء في مدة بلوغ الأشد إلى تسعة أقاويل:

إحداهما: أربعون سنة قاله الحسن.

الثاني: أربع وثلاثون سنة، قاله سفيان.

الثالث: ثلاث وثلاثون سنة، قاله ابن عباس.

الرابع: ثلاثون سنة، قاله السدي.

الخامس: خمس وعشرون سنة، قاله عكرمة.

السادس: عشرون سنة، حكاه يحيى بن سلام.

السابع: ثماني عشرة سنة، قاله ابن جبير.

الثامن: خمس عشرة سنة، قاله محمد بن قيس.

التاسع: الحلم، قاله ربيعه، ومالك.

والذي نراه أن لا فائدة تذكر في ترجيح أي من هذه الآراء على الرأي الآخر، مما لا توجب علماً ولا عملاً على ما قاله الأقدمون، بل هي منصوصة بأية أخرى دالة على أن بلوغ الأشد يكون ببلوغ الأربعين سنة، وهي قوله: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} ((٢)) .

٢. {وَاسْتَوَى} :

فيه كذلك أربعة أقوال:

أحدهما: اعتدال القوة.

الثاني: خروج اللحية.

الثالث: أي استحكم وانتهى شبابه واستقر، فلم تكن فيه زيادة ((٣))

الرابع. أربعون سنة ((٤)) .

وقد اختلوا في مدة الاستواء إلى قولين:


(١) معجم مفردات ألفاظ القرآن: ص ٣٥٦.
(٢) سُوْرَة الأَحْقَافِ: الآية ١٥.
(٣) غريب القرآن (ابن قتيبة) : ص ٣٢٩.
(٤) النُّكَت والعُيون: ٣ /٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>