للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول الأول: وهي سر الله في القرآن وهي من المتشابه ((١)) ، الذي انفرد الله بعلمه ولا يجوز أن يتكلم فيه، ولكن نؤمن بها ونقرأها كما جاءت روي ذلك عن أبى بكر الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي بن أبى طالب، وابن مسعود

(- رضي الله عنهم -) أنهم قالوا: الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر ((٢)) ، ومما يؤيد هذا القول الادلة النقلية والعقلية الاتية:

١- الادلة النقلية: ما روته السيدة عائشة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ قالت: قرأ رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) هذه الآية: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ} ((٣)) .


(١) المتشابه: هوا للفظ الذي خفي المراد منه فلا تدل صيغته على المراد منه ولا سبيل إلى إدراكه إذ لا توجد قرينة تزيل هذا الخفاء واستأثر الشارع لعلمه (مثل الحروف المقطعة في أوائل السور) . ينظر أنوار الربيع في أنوار البديع. علي صدر الدين بن معصوم المدني. تحقيق: شاكر هادي شكر. النجف الأشرف. ١٣٨٨ هـ ـ ١٩٦٨ م: ٢١٧.
(٢) ينظر بحر العُلُوْم. المُسَمَّى (تَفْسِير السمرقندي) . أبو الليث نصر بن مُحَمَّد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي. ت ٣٧٥ هـ. تحقيق: عَلِيّ مُحَمَّد معوض. وآخرون. ط١. دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان. ١٤١٣ هـ. ١٩٩٣ م: ١/٢٤٩-٢٥٠. والجامع لأحكام القرآن: ١/١٣٤.
(٣) سُوْرَة آلِ عِمْرَانَ: الآية ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>