للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- إن حقائق النص القرآني لا تدل على حقيقة تاريخية ((١)) .

وهذه الآراء في حقيقة ورودها هي آراء نولدكه، وطه حسين التي تقدمت الإشارة إليها.

مناقشة الأدلة

ونحن نخالف ذلك وفق المنهجية العلمية لعدة أسباب:

أولاً ـ إن آية الأنعام ـ {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} ((٢)) تتحدث عن الوعيد لمن كذب بآيات الله، ثم تتحدث عن وحدانية الله تعالى، فهم حين قالوا: أساطير الأولين لا يقصدون القصص القرآني فقط، بل كل ما جاء به النبي (- صلى الله عليه وسلم -) والقرآن الكريم من تشريع وعقيدة، فاستكبروا وعتوا عتواً كبيراً ((٣)) .

ثانياً ـ إن آية النحل {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} ((٤)) التي تتحدث عن قدرة الله وعلمه وحكمته.

إن الآيتان تتحدثان بصيغة المقول لا بصيغة القول. وليس في هذه الآيات شئ من القصص، فقولهم: أساطير الأولين يقصدون قرآن الله.

... ونلاحظ أن استدلاله بالآيات يتم من خلال استدلاله بالجمل التي تدل على ما ذهب إليه باجتزائها من موقعها.

... ثم إن قوله: " إن القرآن لم ينف وجود الأساطير فيه "، فهذا كذب صريح، ومن الآيات التي ترد على الكافرين القائلين بأنه أساطير الأولين:


(١) تاريخ الَقُرْآن. ثيودور نولدكه. ترجمة: عَبْد الرَّحْمَن حسن عَبْد الرَّحْمَن. الطبعة الأولى. مطبعة حسان. بيروت، لبنان ١٩٩٢ م: ٣١٧-٣١٩.
(٢) سُوْرَة الأَنْعَامِ: الآية ٢٥.
(٣) ينظر القصص القرآني في منظومه: ص ٣٠٨.
(٤) سُوْرَة النَّحْلِ: الآية ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>