للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد أن بينت الآيات السابقات الدواعي لاستحقاق فرعون وجنوده العقوبة لادعائه الألوهية وتكبره في الأرض وتهكمه واستهزاءه بموسى أمام قومه ليشكك في صدق مقالته، جاءت هذه الآيات لتخبر بما نالهم من عقاب الدنيا، فقال تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} ، ثم أمر رسوله محمد (- صلى الله عليه وسلم -) وقومه بالنظر والاعتبار والتأمل بالعواقب ليعلموا أن هذه سنة الله في كل مكذب برسله ((١)) . فقال: {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} ، ثم بينت الآيات مصيرهم في النار، فقال: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ} .

" فإن السياق هنا يعجل بالضربة القاضية، ويختصر حلقة السحرة التي تذكر في سور أخرى بتفصيل أو إجمال، يختصرها ليصل من التكذيب مباشرة إلى الإهلاك، ثم لا يقتصر عند الأخذ في الدنيا بل يتابع الرحلة إلى الآخرة، وهذا الإسراع في هذه الحلقة مقصود متناسق مع اتجاه القصة في السورة، وهو تدخل القدرة بلا ستار من البشر، فما أن يواجه موسى فرعون، حتى يعجل الله بالعاقبة وتضرب يد القدرة ضربتها الحاسمة بلا تفصيل في المواجهة أو تطويل " ((٢)) .

تحليل الألفاظ

١. {فَنَبَذْنَاهُمْ} :

" النَّبْذُ طرحك الشيء من يدك أمامك أو وراءك، نَبَذْتُ الشيء أَنْبِذَه نَبْذاً إذا ألقيته من يدك، ونَبَّذتُه شدد للكثرة، ونَبَذَت الشيء أيضاً إذا رميته وأبعدته " ((٣)) .

٢. {الْمَقْبُوحِينَ} :


(١) ينظر تفسير المراغي: ٢٠ / ٥٨.
(٢) في ضلال القران: ٦/ ٣٤٨.
(٣) لِسَان العَرَب: مَادة (نبذ) ٣/ ٥١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>