للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} {فَأَمَّا مَنْ تَابَ} ، أي: من الشرك {وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} جمع بين الإيمان والعمل الصالح {فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ} قال الآلوسي: " أي: الفائزين بالمطلوب عنده تعالى الناجين عن المهروب " ((١)) .

وقد ذكر العلماء في (عسى) وجوه ذكرها الرازي:

إنه من الكرام تحقيق والله اكرم الأكرمين.

أن يراد ترجي التائب وطمعه كأنه قال فليطمع في الفلاح.

عسى أن يكونوا كذلك إن داموا على التوبة والإيمان لجواز أن لا يدوموا ((٢)) .

وقال الطبري: " وعسى من الله واجب " ((٣)) .

وابن كثير:" عسى من الله موجبة، فإن هذا واقع بفضله ومنته لا محالة " (٤) .

وقال ابن عطية: " وهذا ظن حسن بالله تعالى يشبه فضله وكرمه واللازم من (عسى) أنها ترجيه لا واجبة، وفي كتاب الله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِن

طَلَّقَكُنَّ} ((٥)) " ((٦)) .

وقال الثعالبي: " معنى الوجوب الوقوع " ((٧)) .

وذكر ابن عاشور: " {فَعَسَى} ترج لتمثيل حالهم بحال من يرجى منه الفلاح. و {أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ} أشد في إثبات الفلاح ثم أن يفلح " ((٨)) .

وقال البقاعي: " وإنما يقطع له بالغلام وإن كان مثل ذلك في مجاري عادات الملوك قطعاً إعلاماً بأنه لا يجب عليه سبحانه شيء ليدوم حذره ويتقي قضاؤه وقدرة، فإن الكل منه " ((٩)) .

ما يستفاد من النصّ

دلت الآيات السابقات على ما يأتي:


(١) روح المعاني: ٢٠ /١٠٣.
(٢) مفاتيح الغيب: ١٣ /١٠.
(٣) جامع البيان: ١٠ /٩٤.
(٤) تفسير القرآن العظيم: ٣/ ٣٩٧.
(٥) سُوْرَة التَّحْرِيمِ: الآية ٥.
(٦) المحرر الوجيز: ١٢ /١٨١.
(٧) الجواهر الحسان: ٤/ ٢٧٩.
(٨) التحرير والتنوير: ٢٠ /١٦٤.
(٩) نظم الدرر: ٥ /٥١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>