للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهلاك الشيء باستحالة وفساد كقوله: {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} ((١)) . ويقال: هلك الطعام.

والثالث: الموت كقوله: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ} ((٢)) .

والرابع: بطلان الشيء من العالم وعدمه رأساً، وذلك المسمى فناء المشار إليه بقوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَ وَجْهَهُ} ((٣)) " ((٤)) .

القراءات

١. {يَصُدُّنَّكَ} :

قرأ يعقوب (يَصُدَّنْكَ) مجزوم النون. وقرئت (يُصِدَّنَّك) من أصده بمعنى صده وهي لغة في كلب ((٥)) .

٢. {تُرْجَعُونَ} :

قرأ يعقوب، وعيسى: (تَرْجِعون) بفتح التاء وإسكان الراء وكسر الجيم ((٦)) .

القضايا البلاغية

الاستعارة في قال تعالى: {يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ} إلقاء الكتاب وحيه إليه، أطلق عليه اسم الإلقاء على وجه الاستعارة ((٧)) .

الاستعارة: {لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} الرجوع مستعمل في معنى أخر الكون على وجه الاستعارة، لأن حقيقة الانصراف إلى مكان قد فارقه فاستعمل في مصير الخلق، وهو البعث بعد الموت، شبه برجوع صاحب المنزل إلى منزله ووجه الشبه الاستقرار والخلود ((٨)) .

المجاز المرسل في قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَ وَجْهَهُ} أي: إلا إياه من ذكر بعض الكلام وإرادة الكل، وقد جرت عادة العرب في التعبير بالأشرف عن الجملة ((٩)) .

المعنى العام


(١) سُوْرَة البَقَرَةِ: الآية ٢٠٥.
(٢) سُوْرَة النِّسَاءِ: الآية ١٧٦.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٨٨.
(٤) معجم مفردات ألفاظ القرآن: ص ٥٤٢.
(٥) الجَامِع لأِحْكَام القُرْآن: ٦ /٥٠٣٨. البَحْر المُحِيْط: ٧/ ١٣٧.
(٦) البَحْر المُحِيْط: ٧ /١٣٧.
(٧) المحرر الوجيز: ١٢ /١٩٧.
(٨) إعراب القرآن وبيانه وصرفه: ٥ /٣٦٩.
(٩) المصدر نفسه: ٥ /٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>