للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ}

قال القرطبي: " يعني أقوالهم وكذبهم وأذاهم، ولا تلتفت نحوهم وامض لأمرك وشأنك.

وقال الضحاك: وذلك حين دعوه إلى دين آبائه، أي: لا تلتفت إلى هؤلاء ولا تركن إلى قولهم فيصدونك عن اتباع آيات الله " ((١)) .

{وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ}

قال ابن عاشور: " هذا النهي موجه إلى النبي (- صلى الله عليه وسلم -) في الظاهر والمقصود به إبطال الشرك وإظهار ضلال أهله إذ يزعمون أنهم معترفون بألوهية الله تعَاَلىَ، وأنهم إنما اتخذوا له شركاء وشفعاء، فبين أن الله لا إله غيره، وأن انفراده بالألوهية في نفس الأمر يقضي بطلان الإشراك في الاعتقاد ولو أضعف إشراك" (٢) .

{وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}

قال أبو السعود ـ رَحِمَه الله ـ: " هذا وما قبله للتهييج والإلهاب وقطع أطماع المشركين عن مساعدته لهم وإظهار أن المنهي عنه في القبح والشريّة بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدروه عنه أصلاً " ((٣)) .

{لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ}

قال الطبري: " لا معبود تصلح له العبادة إلا الله الذي كلّ شيء هالك إلا وجهه " ((٤)) .

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَ وَجْهَهُ}

قال البيضاوي: " فإن ما عداه ممكن هالك في ذاته معدوم " ((٥)) .


(١) الجَامِع لأِحْكَام القُرْآن: ٦ /٥٠٣٨.
(٢) التحرير والتنوير: ٢٠ /١٩٧.
(٣) إرْشَاد العَقل السَّلِيم: ٧ /٢٨.
(٤) جامع البيان: ١٠ /١١٩.
(٥) أَنْوَارُ التَّنْزِيْل: ٢ /٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>