للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشيخ زاده في تفسير قول البيضاوي: " فإن الممكن لما استفاد الوجود من الخارج كان الوجود له كالثوب المستعار بالنسبة إلى الفقر، فكما لا يخرج الفقير باستعارة ذلك الثوب من الغني عن كونه فقيراً في حد ذاته، فكذا الممكنات لا تخرجن عن كونها هالكة عارية عن الوجود في حد نفسها، فظهر بهذا أن كلّ ما سواه من الممكنات هالك في الحال " ((١)) .

وهذه الآية من متشابه الَقُرْآن الكَرِيم وهي من الآيات التي وقف عندها المفسرون.

{لَهُ الْحُكْمُ}

أي " القضاء النافذ في خلقه، وقيل: الفصل بين الخلائق في الآخرة دون غيره " ((٢)) .

{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

" أي تردون في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم " ((٣)) .

ما يستفاد من النصّ

وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} صحيح أن هذه الآيات في ظاهرها موجه للرسول (- صلى الله عليه وسلم -) لكنها تشمل كل من يتصدى للدعوة، لأن وظيفة الرسل والأنبياء هي وظيفة الدعاة تبليغ الدعوة وإرشاد الناس إلى طريق الهداية، وعلى هذا فأن المطلوب من الدعاة القيام بواجب تبليغ الدعوة إلى الناس على أحسن ما يكون التبليغ وليس عليهم مسؤولية رفض الناس لدعوتهم كما ليس عليهم إجبارهم. قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} ((٤)) .


(١) حاشية الشيخ زاده: ٣ /٥٢٤.
(٢) مجمع البيان: ٧ /٢٧٠.
(٣) لُبَاب التَأَوْيِل: ٣ /٤٤٤.
(٤) سُوْرَة يُوْنِسَ: الآية ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>