للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد عبر عن ذلك النص القرآني أصدق تعبير إذ قال تعالى: {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ((١)) إذ أن مجيء الصيغة المضارعة (يؤمنون) مشعرة باستمرارية التلاوة الحقة وهكذا يمكن لنا أن نجد استناداً إلى ذلك بعض المقارنات التفصيلية بين حالي الرسولين الكريمين ـ عليهما الصلاة والسلام ـ من خلال سيرتهما القرآنية النبوية الموثقة وفي ذلك رد كل الرد على من زعم ان القصص القرآني لا تفيد أي حقبة تاريخية لا في مبناها ولا في معناها.

وهكذا فنحن واجدون ما يأتي من خلال القراءة المقارنة لسورة القصص:

إن قوله تعالى: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} ، ثم قوله تعالى على لسان شعيب - عليه السلام -: {لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ((٢)) ، ثم قوله تعالى له: {أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ} ((٣)) يشبه كل الشبه خوف رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) على الإسلام وخروجه من مكة وقوله لأبي بكر الصديق ـ رضي الله تعالى عنه ـ: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} ((٤)) ، ثم نزول قوله تعالى له (- صلى الله عليه وسلم -) : {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ((٥)) فالأمر واحد في الحالتين، وهو يدل على التشابه التام بين القصتين كحكمة إلهية عالية.


(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٥.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣١.
(٤) سُوْرَة التَّوْبَةِ: الآية ٤٠.
(٥) سُوْرَة المَائِدَة: الآية ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>