للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيماً:

وعاد بما قال فيه أفاكاً أثيماً:

[والعرش والكرسي حق:]

ــ

لأن القضاء والقدر سر الله جل وعلا في خلقه، فلا تبحث عنه، ولا تُكلف بذلك، إنما كُلفت بالعمل والطاعة والامتثال.

أي يكون كل كلامه وكل بحثه إفكاً، يعني: كذباً وإثماً -والعياذ بالله- لأنه فعل ما لم يؤمر به، وتدخل فيما ليس من شأنه.

الله سبحانه وتعالى خلق السماوات، وخلق الأرض، وخلق الكرسي، وخلق العرش، كلها مخلوقات لله عز وجل، السماوات فوق الأرض، وفوق السماوات البحر، وفوق البحر الكرسي، وفوق الكرسي العرش، فهو أعلى المخلوقات، وذلك كما جاء في الحديث: "إن السماوات السبع بالنسبة للكرسي كسبع دراهم ألقيت في ترس"، يعني: السماوات السبع وعظمها وما فيها -مقارنة بالكرسي- كسبعة دراهم ألقيت في مثل الصحن الذي يتترس به المقاتل، فما نسبة سبعة دراهم في ترس مستدير؟ نسبتها قليلة، وفي ذلك قوله تعالى: (وسع كرسيه السموات والأرض) [البقرة: ٢٥٥] ، والعرش أعظم من الكرسي، فالكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة

<<  <   >  >>