للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما قال تعالى في كتابه: (لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) :

فمن سأل: لِمَ فعل؟ فقد رد حكم الكتاب:

ــ

الصحابة يتساءلون في هذا فقال: "أبهذا أُمرتم؟ أم لهذا خُلقتم؟ " (١) .

أنت لا تسأل الله ولا تناقشه عن أفعاله وعن قضائه وقدره، تأدب مع الله؛ لأنك عبد، فلا تتدخل في شؤونه جل وعلا، فالله لا يسأل عما يفعل؛ لأن الله لا يفعل شيئاً إلا لحكمة، والحكمة قد تظهر وقد تخفى علينا، فنؤمن بأن الله لا يفعل شيئاً عبثاً؛ إنما يفعله لحكمة، سواءً ظهرت لنا أو لم تظهر.

فالإنسان مسؤول عن عمله، ليس مسؤولاً عن أعمال الله عز وجل، فاعتن بما أنت مسؤول عنه يوم القيامة، وهو عملك، فعلى العبد التسليم لله.

أي قال: لم فعل الله كذا؟ لم قدّر الله كذا وكذا؟ فمن قال


(١) فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، قال: فكأنما تفقَّأ في وجهه حبُّ الرمان من الغضب، قال: فقال: "ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟! بهذا هلك من كان قبلكم" قال: فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله لم أشهده بما غبطت نفسي بذلك المجلس أني لم أشهده.
...أخرجه أحمد ٢/١٧٨، ١٨١، ١٨٥، ١٩٥ وابن مجاه رقم (٨٥) وصححه الشيخ شاكر في تحقيق المسند رقم (٦٦٦٨)

<<  <   >  >>