للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[والجهمية والجبرية:]

ــ

يوافق الكتاب والسنة، وقال: هو تحت المشيئة، ولا يكفر بالكبيرة، وهو ناقص الإيمان، فعند ذلك أنكر عليه واصل وقال له: هو في منزلة بين المنزلتين، ليس بكافر ولا مسلم. فاخترع هذا المذهب الباطل، واعتزل مجلس الحسن، واجتمع حوله الناس الذين هم من جنسه، فكونوا جماعة سُمُّو بالمعتزلة.

وهم أتباع الجهم بن صفوان (١) الترمذي، تبنّى مذهب شيخه الجعد بن درهم (٢) ، وهذا أخذه عن طالوت اليهودي، الذي أخذه عن لبيد بن الأعصم الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا المذهب هو القول بخلق القرآن، ومن أقوالهم: الجبر؛ أن الإنسان مجبور على أعماله وغيرها، ولذلك نُسبوا إلى الجهم، وسموا بالجهمية، فالجهم أخذه من الجعد الذي كان في أواخر دولة بني أمية، وقتله


(١) أبو محرز الراسبي أُس الضلالة ورأس الجهمية، كان صاحب ذكاء وجدال، وكان ينكر الصفات وينزه الباري عنها بزعمه، ويقول بخلق القرآن وأن الله في الأمكنة كلها. وكان يقول: الإيمان عقد بالقلب وإن بالكفر. انظر: سير أعلام النبلاء (٦/٢٦، ٢٧) .
(٢) هو مؤدب مروان الحمار، وهو أول من ابتدع بأن الله ما أتخذ إبراهيم خليلاً ولا كلم موسى. قال المدائني: كان زنديقاً. وقد قال له وهب: إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله أن له يداً وأن له عيناً ما قلنا ذلك. ثم لم يلبث أن صلب. انظر: سير أعلام النبلاء (٥/٤٣٣) .

<<  <   >  >>