للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ويملك كل شيء، ولا يملكه شيء:]

ــ

تدع، وإن كان لم يقض لك ويقدر فإنك لو دعوت لم يحصل لك ولا يقدر، وهذا ضلال، والعياذ بالله، ومخالف لكلام الله عز وجل.

والجواب: أنه لا تعارض بين الدعاء والقضاء والقدر، الذي قضى وقدر هو الذي أمر بالدعاء، والدعاء سبب من الأسباب، والمسبب هو الله عز وجل، وهناك بعض الأشياء قدرت على أسباب، إذا وجدت أسبابها وجدت مسبباتها، والدعاء سبب.

من صفات الله عز وجل: أنه يملك كل شيء، فكل ما في الكون فهو ملك له (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير) [الملك: ١] ، وقال تعالى: (له ملك السموات والأرض) [الحديد: ٢] .

فلا يخرج شيء عن ملكه، والناس وما يملكون فهم ملكه سبحانه وتعالى: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) [آل عمران: ٢٦] .

فلا أحد يفرض ويلزم ويملي على الله شيئاً؛ لأن الناس عباد لله فقراء إليه، كما قال سبحانه: (وربك يخلق ما يشاء ويختار) [القصص: ٦٨] ، وقال سبحانه: (إن الله يفعل ما يشاء) [الحج: ١٨] .

<<  <   >  >>