يضرون أنفسهم، لكنه هو يفرح بتوبتهم؛ لأنه يحب -ويريد- لهم الخير، فهو يفرح بتوبتهم وهو ليس في حاجة إليهم، إنما ذلك لطفه وإحسانه.
هذا من عجائب قدرته، أنه يميت الخلق ويفنيهم حتى يتلاشوا ويصيروا تراباً ورفاتاً. حتى يقول الجاهل: لا يمكن أن يعودوا ولكن الله عز وجل يبعثهم من جديد ويعيد خلقهم من جديد، وليس عليه في ذلك مشقة، كما قال سبحانه وتعالى:(ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة)[لقمان: ٢٨] . (وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)[الروم: ٢٧] .
فالمشركون أنكروا البعث استبعاداً منهم كما ذكر الله ذلك عنهم:(قال من يحي العظام وهي رميم)[يس: ٧٨] ، قال سبحانه وتعالى:(قل يحييها الذي أنشأها أول مرة)[يس: ٧٩] .
أول مرة، ليس لها وجود أصلاً، فأوجدها من العدم سبحانه وتعالى، فالذي خلقها من العدم: أليس بقادر على إعادتها من باب أولى؟ هذا في نظر العقول، وإلا فإن الله سبحانه لا يُقاس بخلقه، إنما ذلك لضرب المثل:(وله المثل الأعلى)[الروم: ٢٧] .