للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء:]

[ثم إلى حيث شاء الله من العلا. وأكرمه الله بما شاء:]

[وأوحى إليه ما أوحى (ما كذب الفؤاد ما رأى) :]

ــ

هذا العروج، (ثم دنا) من ربه سبحانه وتعالى أو أن جبريل دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم: (فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى) [النجم: ٨، ١٠] .

فالإسراء والمعراج حق، ومن أنكرهما واستبعدهما فهو كافر بالله عز وجل، ومن تأولهما فهو ضال، ولم ينكره إلا المشركون، فمن يقول: أُسري بروحه دون جسده، أو كان ذلك مناماً لا يقظة، فهذا ضلال؛ لأن الله قال: (أسرى بعبده) والعبد اسم للروح والبدن، لا يقال للروح إنها عبد، وكان الإسراء في حال اليقظة ولم يكن مناماً؛ لأن المنام ليس فيه عبرة، كل الناس يرون الرؤيا ويرون عجائب، وليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

عرج بشخصه، رد على الذين يقولون: عرج بروحه، بل عرج بشخصه -والشخص اسم للروح والجسم، والله يقول: (أسرى بعبده) .

هذا المعراج إلى السماء

أوحى الله إليه بذلك المكان ما أوحى، وكلمه الله سبحانه ولم ير الله؛ لأن الله لا يُرى في الدنيا.

هذا المعراج المذكور في سورة النجم.

<<  <   >  >>