للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكل يعمل لما قد فرغ له، وصائر إلى ما خُلق له:

[والخير والشر مقدران على العباد:]

ــ

لا بظلم، إنما أدخله بسبب عمله.

إن كان من أهل السعادة فإنه يعمل بعمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيعمل بعمل أهل الشقاوة، قال عليه الصلاة والسلام: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" (١) .

وقال تعالى: (إن سعيكم لشتى* فأما من أعطى وأتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى* وأما من بخل واستغنى* وكذب بالحسنى* فسنيسره للعسرى) [الليل: ٤، ١٠] . فالأعمال هي التي تحكمك، إن كانت صالحة فأنت ميسر لليسرى، وإن كانت سيئة فأنت ميسر للعسرى.

سبق بحث هذا في القدر، والإيمان بالقدر -كما سبق- هو أحد أركان الإيمان الستة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" (٢) .

والمؤلف أخذ هذا المعنى من نص الحديث.

فالخير والشر بتقدير الله عز وجل؛ لأنه لا يقع شيء في هذا


(١) أخرجه البخاري (رقم١٣٦٢) ومسلم (رقم٢٦٤٧) .
(٢) أخرجه البخاري (رقم٥٠) ومسلم (رقم١٠) .

<<  <   >  >>