[وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق:]
ــ
موقنون بقلوبهم ومصدقون، يصدقون النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، ولكن منعهم الكبر والحسد من اتباعه صلى الله عليه وسلم.
واليهود يعترفون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، ولكن الحسد والكبر:(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)[البقرة: ١٤٦] ، وقال في المشركين:(قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)[الأنعام: ٣٣] ، فمعنى (لا يكذبونك) أي أنهم يصدقونك.
وأبو طالب يقول:
ولقد علمت أن دين محمد *** من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبةٍ *** لرأيتني سمحاً بذاك مبينا
هذا كلام طيب، كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق، بخلاف من يقولون: إن ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى متواتر وآحاد، فلا يأخذون إلا بالمتواتر، ويقولون: أحاديث الآحاد تفيد العلم، ولا تفيد اليقين، ولا يستدل بها في العقيدة، وهذا باطل، فكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم -متواتراً أو آحاداً، فإنه يفيد العلم،