للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنه ما سَلِمَ في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

ــ

الكتاب والسنة يحكمان على العقول والأفكار (١) .

ومعنى (سلَّم) أي: قَبِلَ ما جاء عن الله، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وآمن به على ما جاء، من غير أن يتدخل بتحريفه وتأويله، هذا معنى التسليم.

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "آمنت بالله وبما جاء في كتاب الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي: لا على الهوى والتحريف وأقوال الناس (٢) .

من سَلَّم وانقاد وردّ ما اشتبه عليه، ولم يعرف معناه أول لم يعرف كيفيته، رده إلى عالمه، وهو الله، سبحانه وتعالى، فالذي


(١) فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم"
...أخرجه البخاري رقم (٢٤٥٧) ومسلم رقم (٢٦٦٨) .
(٢) قال أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي:
...نهاية إقدام العقول عقال *** وغاية سعي العالمين ضلالُ
...وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانا أذى ووبال
...ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
...انظر: طبقات الشافعية للسبكي (٨/٩٦) .

<<  <   >  >>