للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وترك طلب العلم المفقود:]

ونؤمن باللوح والقلم وبجميع ما فيه قد رُقم:

ــ

لا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وهو علم الكتاب والسنة، وترك علم الغيب لله (فقل إنما الغيب لله) .

هذا تابع لما سبق من الكلام عن القضاء والقدر، وقد سبق أن من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر: الإيمان بما كتب في اللوح المحفوظ، وأن الله لما علم كل شيء كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وذلك أن الله خلق الخلق، وأول ما خلق القلم، فقال له: "اكتب"، قال: ما أكتب؟ قال: "أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة"، فجرى القلم بأمر الله بكتابة ما هو كائن إلى يوم القيامة، كما جاء في الحديث (١) .

ولا يعلم كيفية اللوح والقلم إلا الله، وهما مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل، نؤمن بذلك، ولذلك قال المؤلف: (نؤمن باللوح والقلم وبما فيه قد رقم) ؛ يعني اللوح المحفوظ، والكتابة فيه.

وهذه هي المرتبة الثانية من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر،


(١) أخرجه أبو داود رقم (٤٧٠٠) والترمذي (رقم٢١٦٠) وأبو يعلى رقم (٢٣٢٩) مرفوعاً وأخرجه موقوفاً البيهقي في سننه (٩/٣) ، وهو في حكم المرفوع.

<<  <   >  >>