للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إنه لما ذكر هذه المسائل العظيمة الخطيرة سأل الله التثبيت، ألا يضله الله مع أصحاب هذه الضلالات وأصحاب هذه المقالات الضالة، فهذا من الفقه والحكمة؛ أن الإنسان لا يغتر بعلمه، ويقول: أنا أعرف التوحيد وأعرف العقيدة، وليس عليّ خطر، هذا غرور بل عليه أن يخاف من سوء الخاتمة والضلال، يخاف أن ينخدع بأهل الضلال، كم من معتدل انحرف، خصوصاً إذا اشتدت الفتن، يصبح الرجل مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، ويبيع دينه بعرض من الدنيا، كما صح الحديث بذلك (١) .

الفتن إذا جاءت يسأل الإنسان الله الثبات (٢) ، ولا يقول: أنا لست


(١) فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا" أخرجه مسلم (رقم١١٨) .
(٢) فعن جابر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلنا: يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بما جئت به؟ فقال: "نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء".
...أخرجه الترمذي (رقم٢١٤٥) وابن ماجه (رقم٣٨٣٤) والحاكم ١/٥٢٥-٥٢٦، ٤/٣٢١ وصححه ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
...وقد أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" أخرجه مسلم (رقم٢٦٥٤) .

<<  <   >  >>