للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثمَّ قال المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ: [عَاقِبَةُ تَمتُّعِكُمْ، فِيهِ التِفَاتٌ عَنِ الغَيْبَةِ].

الغَيْبَة {لِيَكْفُرُوا}، والالتفاتُ له فائدتان:

الفائِدَةُ الأولَى: فائدةٌ لازمة في كل التفاتٍ، وهي التَّنبيهُ؛ لأَنَّ الكلام إذا كان عَلَى نسق واحد استمر الإنسان فيه مُنساقًا معه، فإذا اختلفَ انتبَه: لماذا اختلف السِّياق؟ لماذا كانت الجملةُ للغائب ثمَّ صارتْ للمُخاطبِ أو بالعكس؟ فيقفُ ويحصل بذلك تَأَمُّلٌ.

أما الفائِدَةُ الثَّانيَةُ: فإنها تختلف بحسب السِّياقِ، وهي في هَذه الآية: أنهم إذا قُوبِلوا بالأمر {فَتَمَتَّعُوا} صار أشدَّ وأبلغَ تهديدًا مما إذا قال: {وَلِيَتَمَتَّعُوا} [العنكبوت: ٦٦].

وقوْله تَعالَى: {فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}: قد قيل إنَّ (سوف) تفيدُ التَّحقيق، لكنها تفيد أيضًا التَّراخي بخلاف السِّين، فإنها تفيد التَّحقيق والفورية، وكل شيء بحسبه، وإنما كان كَذَلِكَ هنا لأَنَّ أشد العقابِ الَّذي يأتيهم سيكون يوم القيامة وهو متأخر.

قال المُفَسِّر رَحَمَهُ اللهُ: [{أَمْ} بمعنى همزة الإِنكار {أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا} حُجَّةً وَكِتَابًا {فَهُوَ يَتَكَلَّمُ} تَكَلُّمَ دَلالَةٍ {بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} أيْ يَأْمُرُهُمْ بِالإِشْرَاكِ! لَا].

{أَم} هنا يقول المُفَسِّر رَحَمَهُ الله: [بمعنى همزة الإنكار]؛ وَهَذا أحدُ القولين فيها، والقول الثَّاني: أنَّها بمعنى (بلْ) و (الهمزة)، فتكون مفيدة للإضراب، وهنا الإضراب الانتقالي يعني: بل أنزلنا عليهم سلطانًا، والاسْتِفْهام إذا كان للإنكار

<<  <   >  >>