للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن الصّفات المعنوية تدُلُّ عَلَى معانٍ كالسَّمعِ والبصر والعِلْم والقُدْرَة وما أشبهها، وأما الصّفات الخبرية فهي تدُلُّ عَلَى صفاتٍ هِيَ بالنّسبة لنا أبعاض، فَيَدُ الإنسانِ ووجه الإنسان وساق الإنسان وقدم الإنسان وعينُه مثلًا هَذه أبعاض لَهُ ولكن لا نسميها بالنّسبة لله أبعاضًا بل سماها أهل العِلْم الصّفات الخبرية.

الفائِدَةُ العَاشِرَةُ: الإِشارةُ إِلَى رؤية الله عَز وجل لقوْلِه تَعالَى: {يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} ولا شك أن رؤية الله عَز وجلَّ ثابتة بالقرآن والسّنة وإجماع السّلف، ففي القرآنِ قَالَ الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢، ٢٣]، معنى {نَاضِرَةٌ} الأولى من النَّضارة وَهِيَ الحُسْنُ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} بالظَّاءِ من النّظر وَهُوَ الرّؤية بالعين وهذه الآية من أَصْرَحِ مَا فِي القرآن وتوجد آية أُخْرَى وَهِيَ قوْله تَعالَى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣)} [المطففين: ٢٣] , وتوجد آية ثالِثة وَهِيَ قوْله تَعالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]، فسرها النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأنها النّظر إِلَى وجه الله، وتوجد آية رابعة وَهِيَ قوْله تَعالَى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (٣٥)} [ق: ٣٥]، وتوجد آية خامسةٌ وَهِيَ قوله تَعالَى فِي الأنعام: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: ١٠٣]، لأَنَّ هَذِهِ الآيةَ تدلُّ عَلَى الرّؤية لأَنَّ الله تَعالَى قَالَ: {لَا تُدْرِكُهُ} ونَفْيُ الإدراك يدل عَلَى ثبوتِ الأصل، ولو كَانَ لا يُرى لقَالَ: (لا ترَاهُ الأبصَارُ)، فنفي الأخَصِّ يقتضي وجود الأعمِّ؛ وَلهذا كانت هَذِهِ الآيةُ الَّتِي يُستدل بِهَا أهل التّعطيل عَلَى نفي رؤية الله دليلًا عَلَيْهِم لا دليلًا لهم.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: ورد فِي الحديث أن يَوْمَ القِيَامَة يقول الله سبحانه وَتَعَالى: من كَانَ يعبدُ الطّواغيتَ فليعبد الطّواغيتَ، ومن كَانَ يعبدُ الشَّمسَ فليعبدِ الشّمسَ فيأتيهم الله سبحانه وتعالى فِي صورة غير صورته الَّتِي يعرفونها فيقولُ أنا ربكم فيقولونَ نعوذُ

<<  <   >  >>