معناه الزّيادةُ يعني أولئك هم المضعفون الَّذِين حصلوا عَلَى مضاعفة الأجر والثّواب بخلاف الأولين الَّذِين آتوُا الرِّبَا ليربوا فِي أموالِ النَّاس، فهَؤُلاءِ لَيْسَ لهم زيادةٌ، فالزّيادةُ للذين آتوا الزَّكاة يريدونَ وجهَ الله، هَؤُلاءِ هم المضعفون أي الدَّاخلونَ فِي المضاعفةِ.
قوْله تَعالَى:{فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} قول المُفَسِّر: {الْمُضْعِفُونَ} ثوابهم] يعني الَّذِين ضاعفوه وزادوه بما أرادوه.
ثمَّ قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله:[فيهِ التفاتٌ عن الخِطابِ إِلَى الغَيبه]، والخطاب هُوَ قوله تعالى:{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ}، هَذَا خطاب، وكان مقتضى السّياق إِذَا كَانَ عَلَى نسق واحد أن يُقَال لَأنتُم المضعفون، لكن قَالَ:{فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} وفائدة الالتِفات التّنبيه وفيه تَعْلِيَةٌ للشأن مثل التّعبير بقوْله تَعالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي}[غافر: ٦٠]، لم يقل وقلت لكم أو أقول لكم، تعظيمًا لشأنه تَعالَى فيكون المُرَاد بِذَلِكَ تعظيم شأن هَؤُلاءِ الَّذِين أردوا وجه الله عَز وَجلَّ بكونهم حصلوا عَلَى مضاعفة الأجر والثّواب بخلاف الأولين.
من فوائد الآية الكريمة:
الفائِدَةُ الأولَى: أن من بذل مالَه من أجل الحصول عَلَى أمر الدّنيا فإِنَّهُ لا أجْرَ لَهُ فِي ذَلِك تؤخذ مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} وَهَذا عكس الأولين الَّذِين سبقوا فِي الآية السّابقة، الَّذِين أعطوا فِي الآية السّابقة يريدون وجه الله هَؤُلاءِ بالعكس يريدون الازدياد بما أعطوا.