الفائِدَةُ الرابعةُ: أنَّك إِذَا ظننت أن فِي الدِّين مَا يخالِف الاستقامة فاعلم أنَّك قاصر إمَّا فِي علمك وإما فِي فهمك وجه ذَلِك أن الله وصف هَذَا الدّين بِأنَّهُ قيم، كل شيء تستعرضه فِي دين الله فيبدو لك أنَّه لَيْسَ عَلَى الاستقامة فاعلم أنَّك مخطئ لقصور علمك أو لقصور فهمك، والإنسان يؤتى من هاتين النّاحيتين إمَّا لقصور علمه يعني لَيْسَ عنده علم، وإما لقصور فهمه عنده علم لكن لا يفهم.
الفائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّه ينبغي لمن أَمَرَ بشيء أن يذكر مَا يُغْرِي بِهِ وُيرَغِّبُ فِيهِ، يؤخذ مِنْ قوْلِه تَعالَى:{الْقَيِّمِ} فالإنسان إِذَا عرف أن الدِّين قيم لا شك أنَّهُ يتجه إِلَيْهِ، فأنت إِذَا أردت أن تأمر بشيء فاذكر الأسباب الَّتِي توجب للناس الإقبال علَيْه بأوصافه المحبوبة وثمراته الحميدة.
الفائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أن الحكم لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لقوْلِه تَعالَى: {لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ} فلا أحد يستطيع أن يمنع مَا أراد الله ولا أن يجلب مَا لم يُرِدِ الله أبدًا "اللهم لا مانِعَ