للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوْله تَعالَى: {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ: [فيه إدغام التّاء فِي الأَصل فِي الصّاد ومعناه يتفرقون بعد الحساب إِلَى الجنَّةَ والنّار].

قوْله تَعالَى: {يَوْمَئِذٍ}: (إذ) منونة والتّنوين هُنَا عِوَضٌ عن جملة يعني يَوْم إذ يأتي يَصَّدَّعُونَ، ويقول المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ: [فيه إدغام التّاء فِي الأَصل فِي الصّاد] أي أن أصلها يتصدعون، فقوله: [إدغام التّاء فِي الأصل] أي باعتبار الأصل يعني أن الصّاد الَّتِي أدغمت فِي أختها أصلها تاء فأدغمت فِيهَا بعد قلبها صادًا ومعنى يَصَّدَّعُونَ يتفرقون، فالتَّصَدُّعُ التّفرق ومنه تَصَدُّعُ الأرْضِ لأَنَّ تَصَدُّعَهَا تَفَرُّق.

من فوائد الْآيَةَ الكريمة:

الفائِدَةُ الأولَى: وجوب الاتِّجاه إِلَى الدّين؛ لقوْلِه تَعالَى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ} ويلزم من وجوب الاتِّجاه إِلَيْهِ وجوبُ الإعراضِ عما سواه؛ لأَنَّ الوجهة واحدة، إمَّا إِلَى هُنَا وإما إِلَى هُنَا، فإذا لزم أن تتجه إِلَى الدّين لزم أن تنحرف عن غيره.

الفائِدَةُ الثَّانيَةُ: تحريم الحكم بِغَيْر مَا أنزل الله لأَنَّهُ مخالَف للاتجاه للدين القيم والحكم بِغَيْر مَا أنزل الله مِنْهُ مَا يَكُون كفرًا ومنه مَا يَكُون فسقًا ومنه مَا يَكُون ظلمًا كما ذكر الله تَعالَى ذَلِك فِي سورة المائدة: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤]، وفي الآية الثّانية {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: ٤٥]، وفي الآية الثَّالثة {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: ٤٧]، وهذه الأوصاف تتنزل عَلَى حال الحاكم فقد يَكُون كافرًا أو ظالمًا أو فاسقًا.

الفائِدَةُ الثَّالثةُ: أن هَذَا الدِّينَ قيَم، ومعنى قيم: معتدل لا اعوجاج فِيهِ فِي جانب العبادة ولا فِي جانب المعاملة.

<<  <   >  >>