إِذَنْ: فالكفر علة انتفاء المحبة.
وكما لو قَالَ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)} [الصف: ٤] فالعلة فِي المحبة هِيَ القتال فِي سبيله صفًّا.
وهكذا كُلُّ حُكْمِ معلَّق بمشتق فإنَهُ يدل عَلَى عِلِّية ذَلِك الشَّيء.
الفائِدَةُ السّابِعَةُ: اعتبار اللازم بمعنى أَنَّه اِذَا لزم من الشَّيء كذا وكذا فإنَّهُ يثبت هَذَا اللازم تبعًا لثبوت الملزوم، فمثلًا لاحِظ فِي المؤمِنينَ قَالَ: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} مَا قَالَ إنَّه يحب أو لا يحب الكَافِرِينَ قَالَ: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ} فالمقابل: أنَّه لا يحب الكَافِرِينَ، فالَّذي يلزم مِنْهُ ألا يجزيَهم من فضله وإنَّمَا يعاملهم بعدله، فعقاب الكَافِرِينَ مأخوذ من لازم انتفاء المحبة.
ودلالة التَّلازم هَذِهِ مفيدة جدًّا لطالب العلم، ومعناها أنَّه يلزم من كذا وكذا، كذا وكذا، لكن لا بُدَّ من شرطين:
الشّرط الأول: أنْ يكُونَ اللازم صحيحًا، فإن كَانَ اللازم فاسدًا فإنَّهُ لَيْسَ بلازم حتَّى لو ادعى الإنسان أنَّه لازم فليس بلازم.
الشّرط الثّاني: أنْ يكُونَ ذَلِك فِي كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
أما الشرط الأول - أنْ يكُونَ التلازم صحيحًا - فإننا نحترز بِهِ عما إِذَا كَانَ التلازم غير صحيح، مثلَا أهل التعطيل الَّذِين أنكروا الصّفات أو بعضها، شُبْهَتُهُمْ فِي الإنكار قَالُوا إنَّه يلزم التَّمثيل، لكن هَذَا اللازم لَيْسَ بصحيح؛ ولذلك لا نقول إنَّه يلزم من إثْبَات الصِّفات التَّمثيل لأَنَّهُ لَيْسَ بلازم.
في كلام الله وكلام رسوله إِذَا كَانَ اللازم صحيحًا فَهُوَ حق ويكون النَّص دالًّا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute