للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوْله تَعالَى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ}: مقْتَضاهُ أنَّ أقلَّ النّاس يعْلَمُونَ؛ لأنَّهم مُؤمِنُون باللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبما لَهُ مِن القُدْرَة والصّدْقِ والقوْلِ.

من فوائد الآية الكريمة: :

أنَّ غلبَةَ الرّومِ للْفُرسِ وفرَحَ المؤْمِنينَ بذَلِك خبَرٌ متَضَمِّنٌ للوَعْدِ.

الفائدة الثانية: امتِنَاع إخْلَافِ الله تَعالَى وعْدَه؛ لقوْلِه تَعالَى: {لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.

الفائدة الثالثة: ثُبوتُ القُدْرَة والصّدْقِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ مأخُوذَةً مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}؛ لأنَّهُ متضَمنٌ لكمالِ الصّدْقِ والقُدْرَة.

الفائدة الرابعة: أنَّ أكْثَر النّاسِ غَيْرُ عَالمينَ بما يسْتَحِقُّه الله تَعالَى مِن صِفاتِ الكمالِ؛ لقوْلِه تَعالَى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

الفائدة الخامِسَةُ: أنَّ العلْمَ الحقيقِيَّ هُو العلْمُ باللهِ تَعالَى وأسمائِهِ وصِفاتِهِ؛ لا العلْمُ بالدّنيا؛ لقوْلِه عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يَعْلَمُونَ}، ثمَّ قالَ في الآية التي بعدَهَا {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا}، فنَفَى العلْمَ عنْهُم لأَنَّ علْمَ الدّنيا في الحقيقةِ ليْسَ بعِلْمٍ، فيُستفَاد منْهَا أنَّ العلْم الحقيقِيَّ الَّذي يُمْدَح علَيْه المرْءُ هُو العلْمُ باللهِ وأسمَائِه وصفَاتِه وأحْكَامِه.

<<  <   >  >>