لكن شكر النّعمة الخاصة يَكُون بالقيام بوظيفتها من الطّاعة، يَكُون بالقيام بوظيفتها الخاصة، مثلًا شكر الإنسان ربه عَلَى العِلْم يَكُون بالعمل بِهِ وتعليمه، هَذَا شكر خاص لنعمة خاصة، شكرُ الإنسانِ ربَّه عَلَى المسكن مثلًا يَكُون بطاعته فِي هَذَا المسكن بأن لا يَكُون فِيهِ مثلًا إسراف ولا تبذير وما أشبه ذَلِك فالشّكر هُنَا لَهُ معنيان:
- المَعْنَى العام هُوَ القيام بطاعة المنعم.
- والشّكر الخاص هُوَ القيام بطاعة الله تَعالَى لما يتعلق بهذه النّعمة الخاصة، وكل نعمة لها شكر خاص.
من فوائد الآية الكريمة:
الفائِدَةُ الأولَى: أن هناك علاماتٍ ودلالاتٍ عَلَى وجود الخالِق وَعَلَى علمه وقدرته وحكمته هَذِهِ الآيَات. هَذِهِ الآيَات الَّتِي تَعَرَّضَ الله بِهَا لعباده من نعمة الله عَلَيْهِم أن الله تَعالَى يريهم آياتِه ليقوموا بشكره ويعترفوا بفضله.
الفائِدَةُ الثَّانيَةُ: من آياته أيضًا - زيادة عَلَى الآيَات الثّلاثة الَّتِي ذكرنا - ثبوتُ الرَّحمة لقوْلِه تَعالَى:{أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} هَذِهِ الرّياح لو اجتمع الخلق كلهم عَلَى أن ينفخوا بجميع وسائل النّفخ فإنهم لا يستطيعون أن يغطوا بِهَذا النّفخ بلدًا واحدًا، والرّب جلت قدرته يغمر مَا شاء أن يغمر بهذه الرّيح الَّتِي قد تقلع الأشجار وتهدم الدّيار، أليس هَذَا دليلًا عَلَى قدرة الله العظيمة؛ وكونها مبشرات فِيهِ إثْبَات الرّحمة.
الفائِدَةُ الثَّالثةُ: نعمة الله تَعالَى بالفلك الَّتِي تجري بأمره لولا أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى يسر من الأسباب مَا يَكُون بِهِ ذَلِك مَا عرف النَّاس كَيْفَ يتعدون من بر إِلَى بر بواسطة البحر.