لَهُ وَهُوَ الَّذي جلبها إِلَيْهِ هَذَا بالقلب، والشّكر باللسان أن يحمد الله عَلَيْهَا فإن هَذَا من شكر النعمة وأن يتحدث بِهَا اعترافا لله بالفضل لا افتخارًا بِهَا عَلَى غيره، وأما الشكر بالجوارح فأن يقوم لله تَعالَى بالعمل البدني من صلاة وزكاة وحج وغيره، وَلِهَذا يقول الشّاعر (١):
ما الواسطة بَيْنَ الحمد والشّكر، أو النّسبة بَيْنَ الحمد والشّكر؟
الحمد أعم من حيْثُ السَّببُ، والشّكر أعم من حيْثُ التَّعَلُّقُ؛ لأَنَّ الحمد يَكُون باللسان ويكون عَلَى النّعم وَعَلَى كمال صفات المحمود، يعني أنَّه يحمد المحمود عَلَى نعمه وإحسانه عَلَى الحامد وَعَلَى كمال صفاته، وأما فِي المتعَلَّق فإِنَّهُ يتعلقُ باللسان خاصة الحمد يَكُون باللسان فَقَطْ، وربما يَكُون بالقلب أيضًا بأن يعتقد الإنسان كمال هَذَا المحمود لكِنَّهُ لا يُسَمَّى حمدًا لغة إِلَّا باللسان، وأما الشُّكرُ فَهُوَ أخص من الحمد باعتبار سببه وأعم باعتبار متعلِّقه، أخص باعتبار سببه لأَنَّ سببه الإنعام عَلَى الشّاكر، ولو كَانَ الإنسان المحمود من أكمل النَّاس ولم يعطِك شَيْئًا لا تشكره، فالشّكر يَكُون عَلَى النّعم فَهُوَ أخص من حيْثُ السّبب ويكون بالقلب واللسان والجوارح فَهُوَ من حيْثُ المتُعَلَّق أعم.