للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

تقدَّم (١) أنَّ البسملةَ آيَةٌ مستقلَّة يُؤْتَى بِها فِي ابتداءِ السّوَرِ، وليست تابِعَةً لما بعدَها لَا فِي الفاتِحَةِ ولا في غيرِها؛ خِلافًا لِبعضِ العلَماء الَّذِين يقُولونَ هِي آية مِن الفاتحةِ، فيحْسِبُونَ الفاتِحَةَ سبع آياتٍ منْهَا البسملة، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)} [الفاتحة: ١ - ٧]، هَذِهِ سبْعٌ بالبسملةِ، والصّحِيحُ أنَّ البسملةَ ليست آيةً مِن الفاتِحَةِ ولَا مِنْ غيرِها، فأوَّلُ آياتِ الفاتحة هِي: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

فإن قِيلَ: لكنها سبعُ آياتٍ بالِاتِّفاق، فأَيْنَ الآيَةُ السّابِعَةُ؟

قُلْنَا: قوْله تَعالَى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} آيتَان، فقوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} هو الآيَة السَّادِسة، و {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} هو الآيَةُ السّابعةُ، وفي المصحَفِ المنتشر بينَ النّاس نجدُ أن البسملةَ مِن الفاتحةِ آيةً، ومنْ غيرِها ليسَتْ آيةً، ولكِنَّ الصّحِيحَ أَنَّه لا فرقَ.


(١) انظر الكلام على البسملة في (تفسير سورة الفاتحة) لفضيلة الشّيخ رَحِمَهُ اللهُ.

<<  <   >  >>