قالوا: لأنها مصدر لفعل محذوف وجوبا لا يجمع بينه وبينها والتقدير ألببت إلبابين لك.
ألببت يعني: أقمت بالمكان إلبابين.
لكن حصل فيها حذف حرف الهمزة وصارت لبابين بعد حذف الهمزة.
ثم قيل: تحذف أيضا الباء الثانية فنقول لبيك والياء علامة للإعراب.
وقوله:«اللهم» معناها: يا الله لكن حذفت ياء النداء وعوض عنها الميم وجعلت الميم أخيرا ولم تكن في مكان الياء تبركا بذكر اسم الله ابتداءً وعوض عنها الميم لأن الميم أدل على الجمع ولهذا كانت الميم من علامات الجمع.
فكأن الداعي جمع قلبه على ربه عز وجل لأنه يقول يا الله.
قوله:«لبيك» الثانية من باب التوكيد اللفظي ولم يتغير عن لفظ الأول لكن له معنى جديد فيكرر ويؤكد أنه مجيب لربه مقيم على طاعته: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، لأنك تجيب الله عز وجل وكلما أجبته ازددت إيماناً به وشوقاً إليه فكان التكرير مقتضى الحكمة ولهذا ينبغي لك أن تستشعر - وأنت تقول: لبيك - نداء الله عز وجل لك